المشروع

مشروع حوسبة اللغة العربية‎

العربية لغة الرب, وهي لغة خالدة، ولها قوانين واضحة ومعروفة منذ أكثر من ألف عام. وهي جاهزة للحوسبة…
هي اللغة التي يتقدم فيها السمع على البصر، فحوسبة لغة الرب تعني إمكانية أن يخاطب الحاسوب الناس بمراعاة قوانين العروض، بنبرة تحاكي أسلوب ترتيل أو تجويد القرآن، وذلك يشمل الإلتزام بالمقام والإيقاع العروضي، كحد أدنى…
وبهدف الوصول إلى تلك الغاية، قمنا، بداية، ببناء تطبيق للتعرف على الأصوات اللغوية العربية. واستهدفنا به كامل قراءة القرآن الكريم بصوت الشيخ الحصري. وقد توفقنا بالتعرف على أصوات كامل قراءة حفص، بدقة تتجاوز 99%. ثم قمنا بتطوير خوارزمية لفصل تلك الأصوات بهدف  تمكين الحاسوب من تحويل النصوص المكتوبة إلى صوتية…
إستغرق هذا المشروع 4 سنوات من العمل الجاد، على قدم وساق. والنتيجة الأولية هنا على هذا الموقع. فالنص النثري يتشابه مع ترتيل القرآن. أما النص الشعري، فيشمل الإيقاع الموسيقي (وهو إيقاع الشعر) والمقام، وقد يشبه الغناء…
القوانين المستخدمة في الخوارزميات هي قوانين الخليل بن أحمد الفراهيدي. أما ترجمتها إلى لغة الحاسوب.. فلم تكن نزهة على الإطلاق. ولله الحمد، فلا وجود إلى هذه اللحظة للغة حية تراعي قوانين العروض على الحاسوب… إلا العربية. ونتمنى أن نكون قد بدأنا حوسبتها صوتيا. ولتحذو اللغات الأخرى حذونا، إن استطاعت…
أما مجال الحوسبة، فيبدأ من الحروف المهملة، مرورا بإعجامها، فتشكيلها، فتحويلها إلى مقاطع عروضية ثم إلى نصوص صوتية، والعكس، آلياً…
هذه هي رحلة الألف ميل. نملك منها الآن لوحة مفاتيح صوتية للكتابة العروضية، لتقوم الآلة بتحويل النص المكتوب إلى نص صوتي. ويمكن للمستخدم أن يختار سرعة النص الصوتي (ضمن حدود سرعة قراءة حفص للحصري) والمقام الموسيقي، ونغمة المقطع الأول…
هناك الكثير من المفاجآت، فالعربية تتجاوز كونها مجرد لغة للتخاطب. فلدينا ما يثبت قدراتها في التأثير على الجهاز العصبي المركزي، وبشكل مباشر. بل ولدينا معلومات لم تكن معروفة من قبل عن الأصوات العربية. سوف نكشف كل ما لدينا للعامة، وبدون مقابل، فصبر جميل…
ولم تكن هناك إمكانية لنجاح هذا المشروع لولا مشاركة زميلي وصديقي وأخي العزيز هانس بودن. فقد تطوع بكامل وقته في الأربع سنوات الماضية للعمل على هذا المشروع. وقام بكتابة كامل برمجيات هذا المشروع. على الأقل أنا شخصيا مدين له في هذا العمل…
لا يزال البرنامج بعيد عن الكمال، لكن نعدكم بتحسينه. أتمنى أن يحظى برضاكم. والله ولي التوفيق…
م ج مسيب – الكويت